الأحد، 28 أغسطس 2016

أنا حصن الغويزي...







أنا حصن الغويزي...

 

أمااام حصن الغويزي


الذي تم تشييده في عاام 1716 أبان السلطنة الكسااادية
يهتز جوفك,وتتصااارع أمعاااء بطنك,وتولول من جوعها
ولا تملك مااالا لشراااء رغيف خبز!!!

ترتعد سماااء أفكاارك,وترسل صواااعقها,ليهتز مكتبك,وتتسااقط الكثير من الكتب التي حولك
ليترسخ في فكرك
أسم حصن الغويزي,تعتقد أنه نسخه منك

تذهب بين أزقة منطقة الديس,وتصيح أنا حصن الغويزي أنا حصن الغويزي

في آخر شاااارع مسجد الشهداااء,وانت ذاهبا بتجاه حافة البدو
معظم المطاااعم قد أغلقت,وموااطير الكهرباااء أسكتت اصواااتها,وذهب عمااالها ليخلدوا الى نووومهم بعد عناااء يوم كااامل من العمل

هناااك محل فوول ومخبازة,همّ أصحااابه على تنظيف مقاعده وطاولاااته,معلنين على وشك أغلاااقه
تأتيهم وتجلس على كرسي مهتري قبل ان يرفعوووه,وتقوووول للعامل حبة مخباازة مع فووول
وأرجوا أن تكثر من السمن لكي يعطيك الطاااقة

يراااك العاامل,وعيناااه متعبتااان
ليرد عليك بنفس يااائسه بااائسة,((خلاااص قفلنا))

تريد أن تذهب,ولكنك تبقى جالس على الكرسي المهتري ,ولاتعلم لماذا بقيت جااالس!!!
هل هو الجوووووووع؟؟؟

تقووول له,أعطني خبزا فقط بدووون فوول,يصيح العامل لزميله ((هااات حبة مخبازة))
لم يبقى الا هذه الخبزة.. يابسة وبااردة,يضعونها امامك
وينظرووون اليك,وأنت تقضمها دفعة واااحده للتتكسر أجزااء الخبزة وتتنااثر لشدة هشاشتها

وعند الأنتهااء من أكلها,تتظاااهر للعاامل أنك سوف تعطيه قيمة الخبز
وقبل أن ينظروون الى نعلك البااالي
الا وأنت تسااابق الريح

يجري العااامل خلفك,وأنت بخبرتك أستطعت,أن تختفي عن نااظريه في أزقة المدينة
ويقف العااامل من بعيد بعد أن أنهكه التعب
ويحلف بأنه سيقبض عليك في يوم من الأيااام

تضحك,وتتسااارع نبضااات قلبك,وترى رجلا أمامك يرمي بما تبقى من سيجارة ,تنتشلها خلفه
لتشفط ماتبقى من تنتها
وتتخدر عروووق جسدك,وترى جدارا تجلس بقربه وتخلع نعليك الباااليتين,وتصفقهما صفقا ليخرج ماعليها من تراااب وأوصاااخ
وتضعها تحت رأسك,لتنااام,وتقووول في نفسك لا لا أنا لست ((حصن الغويزي))


في الحقيقة تتضاارب الأفكاار في ذهنك ,ولا تعرف أنت من تكووون
وكم مرة اعتقدت أنك شخصية هذا الحصن حتى وان كان جمادا,وكم مرة أن تكووون مثل غيرك!!!

تتذكر في هذه الساااعة عندما أنهيت الثاانوي والخدمة العسكرية,أردت أن تلتحق بالقوااات الجوية والدفاع الجوي,أردت أن تكون قااائد للهيكوبتر



كنت تحب رؤيتها كنت قاادر على قيادتها,مثلما كان يقودها علي جااارك
وكلما مرت هيلكوبتر أو أي طائرة فوق سماااء قريتك,قااالت أم علي وهي جالسه امام منزلها وأمام غنيماتها
((,ماشااالله هذا ولدي علي شوفوووه وذكروا الله ماشااالله يميل بالطاائرة كأنه يسلم على أمه ماشالله ماشالله))

ولا أعلم لماذا كان الجميع يصدقها,رغم أنه قد تقااعد منذو زمن,ماقبل الوحده....
هنا تتمنى أن تكون واالدتك تفرح بك وتزغرط وتقووول لأهل قريتك ماشااالله ولدي صاار طيااار

لكن سبب احبااطك كان وااالدك داائما ماايقووول في وجهها((ولدش هذا أهبل وطول عمره بيظل أهبل))

تسمعه وهو يجااادل واالدتك ويجرحها فيك
لتبقى في غرفتك,تزداااد ضيقة صدرك,وتنفجر باااكيا,لتهب أمك مسرعة وتحتضنك بصدرها قبل راااحتيها
وتقووول لك((ياااولدي مايهمك بابيع ذهبي الباااقي,ورح لصنعاء وادخل الكلية الجوية,وباتتخرج وبتقووود الطائرة))
,وانت لازلت تبكي

يسمع بكااائك وبكاااء أمك ويقووول بصوووت حاااد
((ياكلب أسكت))

بدفاااع الأم الفطري لأبناائها
تسقط لسانها((يكفيك ضرب كل يوم وانت تكسر قلبه وتسبه حرااام عليك حسبي الله ونعم الوكيل عليك))

يغضب ويسرع الى غرفته ليأتي بعصى ,تغلق الباااب أمك ,ويحااول فتحه ولم يفلح,ليزداااد غضبه عليكما,فيظل يهزه بقوة ويركله بأقداامه,حتى أستطاع أن يكسره

فيضربكما,فاتندفع أمك لتحميك بظهرها,ويكون الضرب كله على أمك,تظلااان تبكيااان,وتبكيااان وتبكيااان
ولا تسكتان الا عندما تنهك قواااه من التعب ويذهب عنكما لينااام


لا يعرف التعامل معك الا بالعصى,فتقووول امك ,والدك كان والده يضربه,فأصبحت عااده لديه
فتقووول لها
لماذا لم يضرب الجار ابو صالح الذي شوهه خدك أمام أصحااابك؟؟؟
عندما ضربت أبنه لأنه شتم أهلك,فأتى بأبيه وسألك لماذا ضربت أبني صالح؟؟فلم تنطق لساانك بكلمة
ظللت تحرك رأسك يمنه ويسرى ,حتى قام بضربك لتسقط على قطعة حديد ويشتق خدك الأيسر فقااالوا له أصحااابك
((ياعم ياعم مسكين لا تضربه على نياته مسكين))

آآآه من هذه الكلمة التي لازمتك أعواااما طوااال,ماكااانت تعوضك او تشفع لعزتك وكراامتك

من أمام مبنى الكلية الجوية,تقدم أورااقك,ولكن ترجع صااغرا بخيبااات الأمل
رفضوا تسجيلك

ربما أنك لست من أبناااء المسؤلين الكبااار,او ربما لأنك من المحافظات الجنوبية,أو ربما لأن خدّك مشوهه
لم ينفعك تفوقك الدرااسي ولا درجااتك العاالية

كااان قلبك يطير مع الطااائرااات التي تراها في سمااء العااصمة تحلق,ويحلق فكرك معها
لتسيل عينّااااك وهي مغرووقتاان بالدموووووووع

تنجرف مع سيلااانها المتدفق لتقذفك بعيدا,وتقووول في نفسك((مكااانك ليس هنااا!!!))
تحطم قلبك وتشتت أفكااارك
ترجع الى قريتك وبدووون شعووور تفتح ذراااعيك وكأنها جنااح طااائرة
وتقووول بصوووت عاالي ((يما يما يماا,,,انا قااادم الآن سوف أحط بطااائرتي أمام منزلنا أفتحي لي البااااب
فتفتح لك حضنها ,وتقووول لك انت أبني الطيااار وسوف تصبح طيااار,فتغضب وترفع رأسك من حضنها,لكنها تضمك مرة ثانية وتشوقك وتضحّك وتلمس شعرك,وتقبّل خدكّ المشوهه
ليس لديها أي حيلة ستبقى أمك
ستبقى امك
أنت تريد أن تنزع حبك من قلبها وان كنت مسكين على نيااتك,وان كنت مجنونا,,ستبقى أنت أبنها


ماتت ماما...ماااتت
ماااتت التي كااانت توااسيك,ماااتت التي كانت تحتضنك,ماااتت التي كانت تدفع الغاالي والنفيس لأجلك
حقا ماااتت,لكنك لم تتصور في ذهنك أنك فعلا قد فقدتها
صحت بصوووتك وقلت ياااانااس أرجوكم أدفنوني في قبرها
كنت دوما ماتزووور قبرها وتبكي فوقه,ولم تتأكد انها فعلا قد مااااتت

كانت موووجوده في قلبك في فكرك,في رأسك لا تستطيع ان تخرجها منه,تكلم قبرها تسمع صوتها
توااسيك وتقسم عليك بالحليب الذي مدته لك من صدرها
أن تصبر وان تكمل دراااستك الجامعية وتتوفوق وانت لها

تهز رأسك وتقول سوف أفعل لأجلك أمي

أردت أن تعمل بنصيحة أمك,وبعد أمتياز عالي أردت الألتحاق بالجامعة
أما والدك,فهو غير مهتم لحااالك ان نجحت أم لم تنجح,هو في عزلة دااائمة مع نفسه
فدخلت عليه وهو ممددا وواضعا يديه خلف رأسه لا ينظر اليك بل عيناااه تنظرااان لسقف الغرفه
ففقلت له أبي أنا أريد أكمال دراااستي
فقااال لك
(( انت تفكر نفسك في بريطانيا,حد يجلس في بلاد الشياطااان!!!

داائما مايطفي عليك والدك شعلت الأمل لديك,ولكنك تذكرت نصاائح أمك,وقلت له سوف أنجح وسوف ترى ياااأبي
فقال لك انت طول عمرك ستبقى أهبل
فترد عليه أنا لست أهبلا

اشتد الصوت بينكما,فقاام من موضعه ليأخذ العصى ويضربك كالعااده
لكنك هذه المرة أنت أقوى منه,أخذت العصى منه لترميها بعيدا عنه
ينظر اليك وهو يقوووول((والله صرت رجااال))!!!

تسجل في الجامعة وتدخلها
بهندامك البااالي والذي يدل على فقرك ,ورأسك بالبرآءة التي أعتدت عليها يهتز دون اراادة
يبعد منك الطالبااات
لكن فهمك وتفوقك يعطيك داافع للأستمراااار
تظن ان الجميع من طلبة وطالبااات يضحكووون عليك بل ويسخرووون منك
وتلتفت اليهم وتصيح عليهم انتم حااسدين تفوقي عليكم


فترى أمامامك امك ,وتنصحك ثانية ((ولدي لاتهتم بشأنهم واهتم في درااستك ومظهرك
لكنك تتذكر والدك الذي يقااسمك العيش في السكن,انتما لا تتفقااان
وتطبخان في مطبخ من وصاااخته تغير لوون جدااره وأرضيته ,تطبخان بتقزز
ومااال شحيح يقدمه اهل الخير لك لأكمااال دراااستك

تلتقي بأمام المسجد المجاور الشيخ أحمد بن سنكر,وجيبك به خمسون ريااالا,وفكة معدنين من فئة عشرون ريالا
يقدم لك مبلغا يسيرا من مصروف تمثل له أنك لست بحاجته
فيحلف بأن تأخذه,أيضا تمثل بأنك لست بحاجه اليه,يضعه في جيبك,تذهب وبعد ان تغيب عن نااظريه تجري مسرعا فرحا,وتحمد الله وتشكره على ان لازال في هذه الدنيا شخص اسمه أحمد بن سنكر

تذهب لشراااء ملااابس لك,وتغير من مظهرك قليلا,وتقع في حب فتاااة كانت تلاااعب أهدابها الطويلة بأصاابعها,أعجبتك اهدااابها ويخيّل أليك انك تستظل تحتها,لازلت تنظر اليها
وفجأة عندما ألتفتت ناحيتك, وقعت عيناها بأهدابها الطويلة على عيناااك
وجدتها وكأنها قطعة قمر,عدّلت حجابها,واللتفت الى زميلتها التي كانت تجلس بقربها,وظللن يتهامسن ويتضاااحكن

في فناااء الحرم الجامعي...كانت تنتظرك
(((سمعت انك شااااطر ومن الأوااائل))

يتلعثم لسااانك ولا تعلم كيف ترد,وكنت خااائف من أن يهتز رأسك,وتضحك عليك,تتساارع دقااات قلبك,وهي تبعث لك بأبتسااامة الرضى عليكك
تعزمك على عصير ,تمششيان معا,,تزيد علاااقتكما وتقوى,رغم الواااقع المرير
تقووول لك
,((تعرفت عليك عشااان تساااعدني في بعض الدروووس ومسااائلها الصعبه))

لكنك لازلت على نياااتك طيب جدا
لتخبرها بأن عيّنااك جميلتااان,يتضح الخجل على ملااامحها,وترى أسناانها تعض شفتيها

وتقووول لك
((محلاااه هالغزل وخااصة يوم مانتوقعه))

ترجع الى بيتك,وخيااالك هااايم في جمالها,وكأنك تطير في السمااا
يسألك والدك((وين كنت يالجامعي يالبرفسور))تغلق الباااب في وجهه بعد تجاااهل تاام

تتسااااءل نفسك,هل هذه الفتاة تحبك؟؟؟
مع أنها لم تقولها لك قط
ماذا تريد منها فلا تلبس ثوب غير ثوبك
أنت لا تصلح لها,انت غير ان تكون كفو لها
أنت
وأنت

جلست تبكي وتبكي
حتى أدخلوووك المستشفى,وزااادوا حاالتك يئسا وناادوك بالمجنون,لتنسى كل شيء,وتفقد أرتبااطك بمكانك وزمااانك
وكل من حولك يحاولون مسح شريط ذكرياااتك

الا هي الوحيده التي لازلت على بااالها
بعدما علمت بما حدث لك
وعندما اخبروها بحالتك ظلت تبكي,وأرسلت رسااله لك
مكتوب عليها سامحني أتأسف لك
لترفق بداخلها شعره واحده من أهداابها
يقااابلك في المستشفى نزلاء كثيرين,قالوا عنهم اننا حجزناهم لأنهم مجانينين
لكن قلوبهم طيبه مثلك,وايضا على نياااتهم
فأقااموا لك حفلة وانت ممسك بشعرة أهدابها وهم متحلقين بك ويرقصون لك
وانت أكثر عقلا منهم يعجبك ماقااموا به
لترجع الى حقيقتك وتهز رأسك بفرحه عااارمة
وعندما تقوووم في الصباااح تخاطب تلك الشعرة بأن ترتب فراااشك,وتنظفه
وكااانوا يهتفووون وراائك زملااائك,ان لم تستجب لك هذه الشعره افضربها ضربا
الى ان تقوووم بما تأمرها

وبين لحظة ولحظة تتذكر والدتك بعد ان يعيد رشدك اليك تتذكرها وتتذكر القاااسي واالدك
ويعاااودك البكااء
وتقووول انا حصن الغويزي,وأحياانا تقووول أنك لست حصن الغويزي
لتذهب كل البعد في رحلة بعيدة عن واااقعك
الدكتور سعيد قااال,أنك تشكو من أكتئااب ,,أما الدكتور خالد قاال :عندك انفصام في الشخصية

يتم أخراااجك من المشفى,فلا يوجد لديك من يستطيع ان يتحمل تكاااليف علااجك
ومنزلك قد باااعه والدك
تمشي وانت تلعنه من زنقة الى زنقة ومن شارع الى شااارع
لكن قلبك الطيب يغفر له ويترحم عليه لأنه مااات

الأمام بن سنكر يطلب منك ان تقيم في المسجد تنظفه وتقوم بتأدية الأذاان واقامة الصلاااة
أهل المنطقة لا يقبلون بك
وبعد محاولات الامام بن سنكر يواافقووون

في الحارة يضاايقونك الأطفااال,,وتخاف منك البنااات
في المسجد مرااات تقوم بعد الأنتهااء من الفرض,وتقووول من منكم يستطيع أن يقود الأباااتشي
؟؟؟
انظروا اليّ كيف استطيع ان أقودها,وتذهب اماامهم وتأتي على رجليك وفاتح ذراعيك
ويقووول لك الامام اجلس الله يصلحك,تدفع يده عنك ,فيقومون الحاضرين في المسجد
ويطردونك
فتتعب كثيرا
وتهرب بعيدا من ذلك المسجد

الفتاااة التي أحببتها واحببت أهداابها قد تزوجت,تأتي اليها وتعطيك الطعام ليقن صلبك,تأكل بنفس مفتوووحه
وهي ترااك تأكل هكذا وتبكي هي ولكن لا يعنيك بكاااءها
فقط تأكل وتأكل

بن سنكر لازال يبحث عنك,والتقى بعامل مطعم الفول والمخباازة وقاال له عن فعلتك,وقال لا بأس هذا ثمن الخبز
ولكن اخبرني هل رأيته؟؟؟

يقووول صاحب بسطة الخضرة العم يحي اانك مررت عليه وجلست تأكل من بسطته ماشئت الى ان شبعت دون ان يطردك او يوقفك

وذكروا انهم رؤوك عندما اردت الدخول للمقهى ومنعوك بعض الشباااب من دخولها
حتى حاول صاحب المقهى قتلك ان لم تغادر

كم قال الكثير انهم رؤوك

وحصن الغويزي لازال شامخا نراااه الى الآن


أما

أنت


أين أنت الآن


أمااام حصن الغويزي


الذي تم تشييده في عاام 1716 أبان السلطنة الكسااادية
يهتز جوفك,وتتصااارع أمعاااء بطنك,وتولول من جوعها
ولا تملك مااالا لشراااء رغيف خبز!!!

ترتعد سماااء أفكاارك,وترسل صواااعقها,ليهتز مكتبك,وتتسااقط الكثير من الكتب التي حولك
ليترسخ في فكرك
أسم حصن الغويزي,تعتقد أنه نسخه منك

تذهب بين أزقة منطقة الديس,وتصيح أنا حصن الغويزي أنا حصن الغويزي

في آخر شاااارع مسجد الشهداااء,وانت ذاهبا بتجاه حافة البدو
معظم المطاااعم قد أغلقت,وموااطير الكهرباااء أسكتت اصواااتها,وذهب عمااالها ليخلدوا الى نووومهم بعد عناااء يوم كااامل من العمل

هناااك محل فوول ومخبازة,همّ أصحااابه على تنظيف مقاعده وطاولاااته,معلنين على وشك أغلاااقه
تأتيهم وتجلس على كرسي مهتري قبل ان يرفعوووه,وتقوووول للعامل حبة مخباازة مع فووول
وأرجوا أن تكثر من السمن لكي يعطيك الطاااقة

يراااك العاامل,وعيناااه متعبتااان
ليرد عليك بنفس يااائسه بااائسة,((خلاااص قفلنا))

تريد أن تذهب,ولكنك تبقى جالس على الكرسي المهتري ,ولاتعلم لماذا بقيت جااالس!!!
هل هو الجوووووووع؟؟؟

تقووول له,أعطني خبزا فقط بدووون فوول,يصيح العامل لزميله ((هااات حبة مخبازة))
لم يبقى الا هذه الخبزة.. يابسة وبااردة,يضعونها امامك
وينظرووون اليك,وأنت تقضمها دفعة واااحده للتتكسر أجزااء الخبزة وتتنااثر لشدة هشاشتها

وعند الأنتهااء من أكلها,تتظاااهر للعاامل أنك سوف تعطيه قيمة الخبز
وقبل أن ينظروون الى نعلك البااالي
الا وأنت تسااابق الريح

يجري العااامل خلفك,وأنت بخبرتك أستطعت,أن تختفي عن نااظريه في أزقة المدينة
ويقف العااامل من بعيد بعد أن أنهكه التعب
ويحلف بأنه سيقبض عليك في يوم من الأيااام

تضحك,وتتسااارع نبضااات قلبك,وترى رجلا أمامك يرمي بما تبقى من سيجارة ,تنتشلها خلفه
لتشفط ماتبقى من تنتها
وتتخدر عروووق جسدك,وترى جدارا تجلس بقربه وتخلع نعليك الباااليتين,وتصفقهما صفقا ليخرج ماعليها من تراااب وأوصاااخ
وتضعها تحت رأسك,لتنااام,وتقووول في نفسك لا لا أنا لست ((حصن الغويزي))


في الحقيقة تتضاارب الأفكاار في ذهنك ,ولا تعرف أنت من تكووون
وكم مرة اعتقدت أنك شخصية هذا الحصن حتى وان كان جمادا,وكم مرة أن تكووون مثل غيرك!!!

تتذكر في هذه الساااعة عندما أنهيت الثاانوي والخدمة العسكرية,أردت أن تلتحق بالقوااات الجوية والدفاع الجوي,أردت أن تكون قااائد للهيكوبتر




كنت تحب رؤيتها كنت قاادر على قيادتها,مثلما كان يقودها علي جااارك
وكلما مرت هيلكوبتر أو أي طائرة فوق سماااء قريتك,قااالت أم علي وهي جالسه امام منزلها وأمام غنيماتها
((,ماشااالله هذا ولدي علي شوفوووه وذكروا الله ماشااالله يميل بالطاائرة كأنه يسلم على أمه ماشالله ماشالله))

ولا أعلم لماذا كان الجميع يصدقها,رغم أنه قد تقااعد منذو زمن,ماقبل الوحده....
هنا تتمنى أن تكون واالدتك تفرح بك وتزغرط وتقووول لأهل قريتك ماشااالله ولدي صاار طيااار

لكن سبب احبااطك كان وااالدك داائما ماايقووول في وجهها((ولدش هذا أهبل وطول عمره بيظل أهبل))

تسمعه وهو يجااادل واالدتك ويجرحها فيك
لتبقى في غرفتك,تزداااد ضيقة صدرك,وتنفجر باااكيا,لتهب أمك مسرعة وتحتضنك بصدرها قبل راااحتيها
وتقووول لك((ياااولدي مايهمك بابيع ذهبي الباااقي,ورح لصنعاء وادخل الكلية الجوية,وباتتخرج وبتقووود الطائرة))
,وانت لازلت تبكي

يسمع بكااائك وبكاااء أمك ويقووول بصوووت حاااد
((ياكلب أسكت))

بدفاااع الأم الفطري لأبناائها
تسقط لسانها((يكفيك ضرب كل يوم وانت تكسر قلبه وتسبه حرااام عليك حسبي الله ونعم الوكيل عليك))

يغضب ويسرع الى غرفته ليأتي بعصى ,تغلق الباااب أمك ,ويحااول فتحه ولم يفلح,ليزداااد غضبه عليكما,فيظل يهزه بقوة ويركله بأقداامه,حتى أستطاع أن يكسره

فيضربكما,فاتندفع أمك لتحميك بظهرها,ويكون الضرب كله على أمك,تظلااان تبكيااان,وتبكيااان وتبكيااان
ولا تسكتان الا عندما تنهك قواااه من التعب ويذهب عنكما لينااام


لا يعرف التعامل معك الا بالعصى,فتقووول امك ,والدك كان والده يضربه,فأصبحت عااده لديه
فتقووول لها
لماذا لم يضرب الجار ابو صالح الذي شوهه خدك أمام أصحااابك؟؟؟
عندما ضربت أبنه لأنه شتم أهلك,فأتى بأبيه وسألك لماذا ضربت أبني صالح؟؟فلم تنطق لساانك بكلمة
ظللت تحرك رأسك يمنه ويسرى ,حتى قام بضربك لتسقط على قطعة حديد ويشتق خدك الأيسر فقااالوا له أصحااابك
((ياعم ياعم مسكين لا تضربه على نياته مسكين))

آآآه من هذه الكلمة التي لازمتك أعواااما طوااال,ماكااانت تعوضك او تشفع لعزتك وكراامتك

من أمام مبنى الكلية الجوية,تقدم أورااقك,ولكن ترجع صااغرا بخيبااات الأمل
رفضوا تسجيلك

ربما أنك لست من أبناااء المسؤلين الكبااار,او ربما لأنك من المحافظات الجنوبية,أو ربما لأن خدّك مشوهه
لم ينفعك تفوقك الدرااسي ولا درجااتك العاالية

كااان قلبك يطير مع الطااائرااات التي تراها في سمااء العااصمة تحلق,ويحلق فكرك معها
لتسيل عينّااااك وهي مغرووقتاان بالدموووووووع

تنجرف مع سيلااانها المتدفق لتقذفك بعيدا,وتقووول في نفسك((مكااانك ليس هنااا!!!))
تحطم قلبك وتشتت أفكااارك
ترجع الى قريتك وبدووون شعووور تفتح ذراااعيك وكأنها جنااح طااائرة
وتقووول بصوووت عاالي ((يما يما يماا,,,انا قااادم الآن سوف أحط بطااائرتي أمام منزلنا أفتحي لي البااااب
فتفتح لك حضنها ,وتقووول لك انت أبني الطيااار وسوف تصبح طيااار,فتغضب وترفع رأسك من حضنها,لكنها تضمك مرة ثانية وتشوقك وتضحّك وتلمس شعرك,وتقبّل خدكّ المشوهه
ليس لديها أي حيلة ستبقى أمك
ستبقى امك
أنت تريد أن تنزع حبك من قلبها وان كنت مسكين على نيااتك,وان كنت مجنونا,,ستبقى أنت أبنها


ماتت ماما...ماااتت
ماااتت التي كااانت توااسيك,ماااتت التي كانت تحتضنك,ماااتت التي كانت تدفع الغاالي والنفيس لأجلك
حقا ماااتت,لكنك لم تتصور في ذهنك أنك فعلا قد فقدتها
صحت بصوووتك وقلت ياااانااس أرجوكم أدفنوني في قبرها
كنت دوما ماتزووور قبرها وتبكي فوقه,ولم تتأكد انها فعلا قد مااااتت

كانت موووجوده في قلبك في فكرك,في رأسك لا تستطيع ان تخرجها منه,تكلم قبرها تسمع صوتها
توااسيك وتقسم عليك بالحليب الذي مدته لك من صدرها
أن تصبر وان تكمل دراااستك الجامعية وتتوفوق وانت لها

تهز رأسك وتقول سوف أفعل لأجلك أمي

أردت أن تعمل بنصيحة أمك,وبعد أمتياز عالي أردت الألتحاق بالجامعة
أما والدك,فهو غير مهتم لحااالك ان نجحت أم لم تنجح,هو في عزلة دااائمة مع نفسه
فدخلت عليه وهو ممددا وواضعا يديه خلف رأسه لا ينظر اليك بل عيناااه تنظرااان لسقف الغرفه
ففقلت له أبي أنا أريد أكمال دراااستي
فقااال لك
(( انت تفكر نفسك في بريطانيا,حد يجلس في بلاد الشياطااان!!!

داائما مايطفي عليك والدك شعلت الأمل لديك,ولكنك تذكرت نصاائح أمك,وقلت له سوف أنجح وسوف ترى ياااأبي
فقال لك انت طول عمرك ستبقى أهبل
فترد عليه أنا لست أهبلا

اشتد الصوت بينكما,فقاام من موضعه ليأخذ العصى ويضربك كالعااده
لكنك هذه المرة أنت أقوى منه,أخذت العصى منه لترميها بعيدا عنه
ينظر اليك وهو يقوووول((والله صرت رجااال))!!!

تسجل في الجامعة وتدخلها
بهندامك البااالي والذي يدل على فقرك ,ورأسك بالبرآءة التي أعتدت عليها يهتز دون اراادة
يبعد منك الطالبااات
لكن فهمك وتفوقك يعطيك داافع للأستمراااار
تظن ان الجميع من طلبة وطالبااات يضحكووون عليك بل ويسخرووون منك
وتلتفت اليهم وتصيح عليهم انتم حااسدين تفوقي عليكم


فترى أمامامك امك ,وتنصحك ثانية ((ولدي لاتهتم بشأنهم واهتم في درااستك ومظهرك
لكنك تتذكر والدك الذي يقااسمك العيش في السكن,انتما لا تتفقااان
وتطبخان في مطبخ من وصاااخته تغير لوون جدااره وأرضيته ,تطبخان بتقزز
ومااال شحيح يقدمه اهل الخير لك لأكمااال دراااستك

تلتقي بأمام المسجد المجاور الشيخ أحمد بن سنكر,وجيبك به خمسون ريااالا,وفكة معدنين من فئة عشرون ريالا
يقدم لك مبلغا يسيرا من مصروف تمثل له أنك لست بحاجته
فيحلف بأن تأخذه,أيضا تمثل بأنك لست بحاجه اليه,يضعه في جيبك,تذهب وبعد ان تغيب عن نااظريه تجري مسرعا فرحا,وتحمد الله وتشكره على ان لازال في هذه الدنيا شخص اسمه أحمد بن سنكر

تذهب لشراااء ملااابس لك,وتغير من مظهرك قليلا,وتقع في حب فتاااة كانت تلاااعب أهدابها الطويلة بأصاابعها,أعجبتك اهدااابها ويخيّل أليك انك تستظل تحتها,لازلت تنظر اليها
وفجأة عندما ألتفتت ناحيتك, وقعت عيناها بأهدابها الطويلة على عيناااك
وجدتها وكأنها قطعة قمر,عدّلت حجابها,واللتفت الى زميلتها التي كانت تجلس بقربها,وظللن يتهامسن ويتضاااحكن

في فناااء الحرم الجامعي...كانت تنتظرك
(((سمعت انك شااااطر ومن الأوااائل))

يتلعثم لسااانك ولا تعلم كيف ترد,وكنت خااائف من أن يهتز رأسك,وتضحك عليك,تتساارع دقااات قلبك,وهي تبعث لك بأبتسااامة الرضى عليكك
تعزمك على عصير ,تمششيان معا,,تزيد علاااقتكما وتقوى,رغم الواااقع المرير
تقووول لك
,((تعرفت عليك عشااان تساااعدني في بعض الدروووس ومسااائلها الصعبه))

لكنك لازلت على نياااتك طيب جدا
لتخبرها بأن عيّنااك جميلتااان,يتضح الخجل على ملااامحها,وترى أسناانها تعض شفتيها

وتقووول لك
((محلاااه هالغزل وخااصة يوم مانتوقعه))

ترجع الى بيتك,وخيااالك هااايم في جمالها,وكأنك تطير في السمااا
يسألك والدك((وين كنت يالجامعي يالبرفسور))تغلق الباااب في وجهه بعد تجاااهل تاام

تتسااااءل نفسك,هل هذه الفتاة تحبك؟؟؟
مع أنها لم تقولها لك قط
ماذا تريد منها فلا تلبس ثوب غير ثوبك
أنت لا تصلح لها,انت غير ان تكون كفو لها
أنت
وأنت

جلست تبكي وتبكي
حتى أدخلوووك المستشفى,وزااادوا حاالتك يئسا وناادوك بالمجنون,لتنسى كل شيء,وتفقد أرتبااطك بمكانك وزمااانك
وكل من حولك يحاولون مسح شريط ذكرياااتك

الا هي الوحيده التي لازلت على بااالها
بعدما علمت بما حدث لك
وعندما اخبروها بحالتك ظلت تبكي,وأرسلت رسااله لك
مكتوب عليها سامحني أتأسف لك
لترفق بداخلها شعره واحده من أهداابها
يقااابلك في المستشفى نزلاء كثيرين,قالوا عنهم اننا حجزناهم لأنهم مجانينين
لكن قلوبهم طيبه مثلك,وايضا على نياااتهم
فأقااموا لك حفلة وانت ممسك بشعرة أهدابها وهم متحلقين بك ويرقصون لك
وانت أكثر عقلا منهم يعجبك ماقااموا به
لترجع الى حقيقتك وتهز رأسك بفرحه عااارمة
وعندما تقوووم في الصباااح تخاطب تلك الشعرة بأن ترتب فراااشك,وتنظفه
وكااانوا يهتفووون وراائك زملااائك,ان لم تستجب لك هذه الشعره افضربها ضربا
الى ان تقوووم بما تأمرها

وبين لحظة ولحظة تتذكر والدتك بعد ان يعيد رشدك اليك تتذكرها وتتذكر القاااسي واالدك
ويعاااودك البكااء
وتقووول انا حصن الغويزي,وأحياانا تقووول أنك لست حصن الغويزي
لتذهب كل البعد في رحلة بعيدة عن واااقعك
الدكتور سعيد قااال,أنك تشكو من أكتئااب ,,أما الدكتور خالد قاال :عندك انفصام في الشخصية

يتم أخراااجك من المشفى,فلا يوجد لديك من يستطيع ان يتحمل تكاااليف علااجك
ومنزلك قد باااعه والدك
تمشي وانت تلعنه من زنقة الى زنقة ومن شارع الى شااارع
لكن قلبك الطيب يغفر له ويترحم عليه لأنه مااات

الأمام بن سنكر يطلب منك ان تقيم في المسجد تنظفه وتقوم بتأدية الأذاان واقامة الصلاااة
أهل المنطقة لا يقبلون بك
وبعد محاولات الامام بن سنكر يواافقووون

في الحارة يضاايقونك الأطفااال,,وتخاف منك البنااات
في المسجد مرااات تقوم بعد الأنتهااء من الفرض,وتقووول من منكم يستطيع أن يقود الأباااتشي
؟؟؟
انظروا اليّ كيف استطيع ان أقودها,وتذهب اماامهم وتأتي على رجليك وفاتح ذراعيك
ويقووول لك الامام اجلس الله يصلحك,تدفع يده عنك ,فيقومون الحاضرين في المسجد
ويطردونك
فتتعب كثيرا
وتهرب بعيدا من ذلك المسجد

الفتاااة التي أحببتها واحببت أهداابها قد تزوجت,تأتي اليها وتعطيك الطعام ليقن صلبك,تأكل بنفس مفتوووحه
وهي ترااك تأكل هكذا وتبكي هي ولكن لا يعنيك بكاااءها
فقط تأكل وتأكل

بن سنكر لازال يبحث عنك,والتقى بعامل مطعم الفول والمخباازة وقاال له عن فعلتك,وقال لا بأس هذا ثمن الخبز
ولكن اخبرني هل رأيته؟؟؟

يقووول صاحب بسطة الخضرة العم يحي اانك مررت عليه وجلست تأكل من بسطته ماشئت الى ان شبعت دون ان يطردك او يوقفك

وذكروا انهم رؤوك عندما اردت الدخول للمقهى ومنعوك بعض الشباااب من دخولها
حتى حاول صاحب المقهى قتلك ان لم تغادر

كم قال الكثير انهم رؤوك

وحصن الغويزي لازال شامخا نراااه الى الآن


أما

أنت


أين أنت الآن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق